‫الرئيسية‬ مقالات وتبقى وداد شختورة … العنوان

وتبقى وداد شختورة … العنوان

تحل الذكرى الخامسة للمناضلة الراحلة وداد شختورة رئيس التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني التي احتلت مكانة بارزة في الحركة النسوية في لبنان وخارجه. لقد افتقدناها وهي في عز عطاءاتها ونضالاتها وتضحياتها في سبيل تعزيز دور ومكانة المرأة اللبنانية – العربية، وانتزاع حقوقها في الحرية والعدالة والمساواة وتحقيق المشاركة السياسية والحياة الكريمة.
رحيلك علمنا الصبر والصمود رغم انتقادنا الى ارشاداتك وحرماننا من رؤاك النيرة واسلوبك الراقي في ادارة العلاقات الداخلية والى موضوعيتك في تقويم اعمالنا وخططنا. حافظنا على نهجك بحيث اكتسبت مواقفنا وممارساتنا والتزاماتنا المصداقية والثبات امام اقراننا من المؤسسات والجمعيات الاهلية والمدنية والعربية والدولية والرأي العام. وكان لتراثك القيادي الفضل في استمرار التجمع النسائي الديمقراطي كمؤسسة ناهضة تنتشر مراكزها في معظم المحافظات اللبنانية. تنفذ برامجها التي تتمحور حول قضية المرأة وحقوقها السياسية في المجتمع اللبناني.
تأتي ذكراك الخامسة ولبنان الذي ناضلت من اجل وحدة ارضه ومؤسساته وشعبه وعروبته وديمقراطيته وسيادته واستقلاله ما يزال يتعرض الى مخاطر تحيط به من كل الجهات وتهدده بعدما استشرت فيه عوامل الانقسام الطائفي – المذهبي وبات المواطن اسير الخطاب المذهبي والانضواء تحت راية التمذهب والمناطقية والانعزال. واصبح الولاء للمشاريع الخارجية لها الاولوية على حساب الولاء للوطن والدفاع عن مصالحه العليا ويأتي في مقدمها عدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية خاصة مؤسسة رئاسة الجهورية التي تشكل رمزا لوحدة اللبنانيين وصونا للصيغة اللبنانية التي توافقوا عليها منذ الاستقلال الاول واكدوا عليها في اتفاق الطائف.
ان اللبنانيين جميعا معنيون بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وان الطبقة السياسية تتحمل مسؤولية الفراغ في الرئاسة وفي تعريض لبنان ارضا وشعبا للمخاطر المتدحرجة نحوه والتي تكشف عجز الطبقة السياسية في التصدي لها وتجنيب لبنان ويلاتها. وكأن لبنان لم يشهد حربا اهلية ما يزال يعيش نتائجها المدمرة. ونسأل الى متى يستمر الانقسام السياسي الطائفي- المذهبي بين مكوناته ويعرض حياة اللبنانيين الى مزيد من الاخطار ويهدد عيشهم المشترك، وكيف يتوافق اللبنانيون على التصدي لمظاهر الاستبداد والتطرف والتهديدات الاسرائيلية التي تهدد الانجازات الوطنية ومسار لبنان الديمقراطي وتطيح بوحدة الوطن!
اننا ندعو الاحزاب الوطنية والقوى الديمقراطية وهيئات المجتمع المدني والنقابات الى التضامن المجتمعي والتوحد لكي نحمي بلدنا لبنان المتميز بتنوع مكوناته وعيشهم المشترك والحفاظ على حرية مواطنيه وكرامتهم الوطنية وعلى انجازات الحركة النسوية وتطور نضالها السلمي الديمقراطي.
تحل ذكراك يا وداد والعدوان الاسرائيلي مستمر على الشعب الفلسطيني ويتصاعد باستهدافاته حيث تعمل القيادة الاسرائيلية على تهويد القدس وطرد فلسطينيي اراضي 48 منها لاقامة الدولة اليهودية الخالية من العرب الفلسطينيين. تجري هذه الاحداث الخطيرة والعالمين العربي والاسلامي عاجزان عن التصدي للمشروع الاسرائيلي بينما يقف الفلسطينيون وحدهم في مواجهة المشروع الاستيطاني الاسرائيلي منذ اغتصاب فلسطين.
وداد ايتها القائدة اللبنانية – العربية نحن على العهد الذي قطعناه لك قبل رحيلك واكدنا عليه في اجتماعاتنا بأن مسيرتنا النضالية ستستمر لأن قضية المرأة اللبنانية – العربية عادلة وان التجمع النسائي الديمقراطي متماسك وهو يتقدم الى الامام بحمل راية الدفاع عن المقهورين في مجتمعاتهم ويناضل من اجل احقاق حقوق المرأة في المساواة في مجتمع تسوده مؤسسات تناهض قضيتنا تحت ذرائع مختلفة ومتنوعة. لكن وعينا وادراكنا العميقين لحجم واهمية القضية يدفعنا الى مزيد من التوحد والتماسك والتنسيق مع الحركة النسائية والمؤسسات الديمقراطية في لبنان والبلاد العربية مما يعزز نضال المرأة نحو نيل حقوقها الكاملة.
اما على صعيد حياتنا الداخلية في التجمع النسائي الديمقراطي عهدنا ان تبقى العلاقات الموضوعية والممارسة الديمقراطية عنوان تجربتنا التي نعتز بها ونسعى الى تطويرها وما الانتخابات التي جرت للهيئة الادارية وهيئات الفروع الا الدليل الساطع على التزامنا الخيار الديمقراطي في حياتنا الداخلية وفي علاقاتنا مع الهيئات والمؤسسات في لبنان والبلاد العربية. هكذا نصون وحدة التجمع النسائي الديمقراطي ونضمن استمراريته كمؤسسة ناشطة في ميدان حقوق الانسان في لبنان وخارجه.
وداد لك الرحمة في عليائك ولنا وصاياك التي لن نحيد عنها لأنها عنوان قضية عادلة.

رئيسة التجمع النسائي الديمقراطي
زينب مروّه

‫شاهد أيضًا‬

مشاركة التجمّع النسائيّ الديمقراطيّ في لقاءات تنسيقيّة لتعزيز معايير الحماية الآمنة للنساء والفتيات الناجيات من العنف

بدعوة من الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللبنانيٌة، شارك التجمّع النسائيّ الديمقراطيّ اللبنا…